كبسولات بوديزونيد ممتدة المفعول هي دواء جلوكوكورتيكويدي يُستخدم بشكل أساسي لعلاج التهاب القولون التقرحي الخفيف إلى متوسط النشاط، وداء كرون (الذي يصيب الأمعاء الدقيقة أو القولون الصاعد). تُخفف هذه الكبسولات الالتهاب المعوي من خلال تأثيراتها الموضعية المضادة للالتهابات، مع استخدام تقنية الإطلاق المستمر لتقليل الآثار الجانبية الجهازية، مما يجعلها طريقة مفضلة لإيصال الدواء إلى الأمعاء.
أولاً: دواعي الاستعمال وآلية العمل
دواعي الاستعمال
تُستخدم هذه الكبسولات بشكل أساسي كعلاج تلطيفي لالتهاب القولون التقرحي النشط (الذي يصيب المستقيم، أو القولون السيني، أو القولون الهابط) وداء كرون (الذي يصيب الأمعاء الدقيقة أو القولون الصاعد)، وهي مناسبة بشكل خاص للمرضى الذين لم يستجيبوا بشكل كافٍ للعلاجات التقليدية، أو الذين يحتاجون إلى تخفيض جرعة الكورتيكوستيرويد الجهازي.
آلية العمل
بوديزونيد هو جلوكوكورتيكويد موضعي مضاد للالتهابات وقوي المفعول، يُخفف من وذمة الغشاء المخاطي المعوي والقرحة عن طريق تثبيط هجرة الخلايا الالتهابية وتقليل إطلاق الوسائط الالتهابية. تُطلق تركيبته ممتدة المفعول الدواء في مناطق محددة من الأمعاء (مثل اللفائفي أو القولون)، مما يزيد من تركيزات الدواء الموضعية مع تقليل الامتصاص الجهازي وتقليل خطر الآثار الجانبية مثل تثبيط الغدة الكظرية.
ثانيًا: الاستخدام والجرعة
الجرعة المعتادة
التهاب القولون التقرحي: عادةً، تناول 9 ملغ عن طريق الفم مرة واحدة يوميًا (يجب تعديل الجرعة المحددة حسب الحالة). يُنصح بتناوله صباحًا على معدة فارغة لمواءمة الساعة البيولوجية المعوية.
داء كرون: الجرعة الموصى بها هي 9 ملغ/يوم. لا يستمر العلاج عادةً لأكثر من 8 أسابيع، مع تعديلات لاحقة بناءً على الأعراض أو الانتقال إلى العلاج المداوم.
الاحتياطات
ابتلاع القرص كاملًا؛ لا تمضغه أو تكسره لتجنب إتلاف تركيبته ممتدة المفعول.
راقب بانتظام وظائف الكبد، وضغط الدم، وكثافة العظام أثناء العلاج. قد يزيد الاستخدام طويل الأمد من خطر الإصابة بهشاشة العظام.
ثالثًا: الآثار الجانبية وموانع الاستعمال
تشمل الآثار الجانبية الشائعة الصداع، والغثيان، والانتفاخ، وعسر الهضم. معظم الأعراض خفيفة وقابلة للعكس. قد يُسبب الاستخدام طويل الأمد أو بجرعات عالية تثبيطًا للغدة الكظرية، وزيادة خطر الإصابة بالعدوى (مثل داء المبيضات الفموي)، أو كدمات جلدية.
موانع الاستعمال
الأشخاص الذين يعانون من حساسية تجاه بوديزونيد أو سواغاته؛
قرحة هضمية نشطة أو خلل شديد في وظائف الكبد؛
أمراض معدية غير مُسيطر عليها (مثل السل أو الالتهابات الفطرية).
رابعًا: الاستخدام في فئات خاصة
النساء الحوامل والمرضعات
أظهرت الدراسات على الحيوانات أن بوديزونيد قد يؤثر على نمو الجنين؛ لذا يجب موازنة الاستخدام بعناية مع المخاطر. يجب توخي الحذر أثناء الرضاعة الطبيعية لتجنب تأثيره على الرضّع من خلال حليب الأم.
الأطفال وكبار السن
يجب على الأطفال اتباع تعليمات الطبيب بدقة عند استخدام هذا الدواء؛ فقد يؤثر استخدامه طويل الأمد على النمو والتطور. يجب على كبار السن إدراك خطر الإصابة بهشاشة العظام والالتهابات.
خامسًا: التفاعلات مع الأدوية الأخرى
قد تزيد مثبطات CYP3A4 (مثل الكيتوكونازول والكلاريثروميسين) من تركيز بوديزونيد في الدم، مما يستلزم تعديل الجرعة.
قد يؤدي الاستخدام المشترك مع مضادات الالتهاب غير الستيرويدية (NSAIDs) إلى تفاقم تهيج الجهاز الهضمي. سادسًا: الأسئلة الشائعة
هل هذا الدواء مناسب لجميع أنواع التهابات الأمعاء؟
يُستطب فقط لعلاج أنواع محددة من التهاب القولون التقرحي وداء كرون، وهو غير مناسب لأمراض معوية أخرى (مثل التهاب الأمعاء المعدي).
كم من الوقت يستغرق ظهور مفعوله؟
تتحسن الأعراض عادةً بعد أسبوعين إلى أربعة أسابيع من الاستخدام المتواصل. إذا لم يحدث أي تحسن خلال 8 أسابيع، فيجب إعادة تقييم خطة العلاج.
ما الفرق بينه وبين الهرمونات التقليدية؟
مقارنةً بالهرمونات الجهازية مثل بريدنيزون، تتميز كبسولات بوديزونيد ممتدة المفعول بتأثير موضعي أقوى وآثار جانبية جهازية أقل بكثير، مما يجعلها مناسبة للمرضى الذين يحتاجون إلى علاج طويل الأمد للالتهابات.
يتطلب الاستخدام السليم لكبسولات بوديزونيد ممتدة المفعول دراسة دقيقة للحالة الطبية الفردية والالتزام الصارم بتعليمات الطبيب. تجنب زيادة الجرعة أو تقليلها أو إيقاف الدواء من تلقاء نفسك لضمان فعاليته وسلامته.
للمزيد من المعلومات